Abstract:
ظهر الصيد الجائر البحري عالميًا في معظم بحار ومحيطات العالم، مثل البحر المتوسط بسبب الزيادة السكانية والتطور التقني لمعدات وأساطيل الصيد، وانتشر الصيد الجائر في البحر المتوسط، وظهر تأثيره واضحًا في تعرض المخزون السمكي لخطر التدهور، وتمتلك ليبيا ساحلاً على هذا البحر، ويحد السواحل الشمالية الغربية من البلاد أبرز المناطق التي تتعرض للصيد غير المتوازن، بسبب عدم مراعاة الصيادين لمواسم الصيد المناسبة، وكذلك استخدامهم لشباك صيد غير القانونية ، واستخدام المتفجرات اليدوية، هذا واعتمدت الدراسة على عدة مناهج، أبرزها المنهج التحليلي، والمنهج الموضوعي، أمّا عن الأساليب فاستخدم على الأسلوب الكارتوجرافى لتمثيل البيانات على خرائط بالاعتماد على برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc GIS 10.2 ، إضافة إلى المقابلة الشخصية ، والزيارة الميدانية .
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها: إن الصيد الجائر البحري في السواحل الشمالية الغربية الليبية لم يؤثر على المخزون الخاص بالأحياء البحرية فقط، ولكن يؤثر أيضًا على التنوع البيولوجي، حيث ظهر تدهور في المخزون لعدة أنواع من الأسماك ، مثل الأسماك القاعية كسمكة الفروج (Dusky Groper)، والأسماك السطحية كسمكة التونة الزرقاء Blue fin fish))، إضافة إلى التأثير السلبي على الأحياء البحرية الأخرى، مثل السلاحف البحرية والطيور البحرية التي تعرضت لخطر الانقراض، هذا ويؤدي انقراض بعض الأنواع من الأحياء البحرية إلى خلل في التوازن البيئي، مثل انتشار قنديل البحر السام؛ نتيجة لتعرض سمكة القرش الملاك للاستنزاف في سواحل منطقة الدراسة، ولمواجهة الصيد الجائر أوصت الدراسة بالعمل على مساعدة الصيادين، وتقديم الإعانات المالية لهم، من خلال إنشاء جمعيات الصيد البحري، والعمل على تفعيل القوانين الخاصة بحماية الثروة البحرية، والتعاون المكثف بين الجهات الحكومية -وزارة البيئة، ووزارة الثروة البحرية، ووزارة التخطيط- وبين المراكز البحثية والجامعات