Abstract:
بدأ الإنسان يميز بين حاجاته المادية وحاجاته المعنوية، خاصًة بعد الثورة الإنتاجية – ثورة إنتاج الطعام - التي عرفها وما نتج عنها من فائض الإنتاج والاستقرار في التجمعات السكنية، وخروجه لرحلات الصيد واكتشافه النار، فهذه العوامل كانت تشكل انعكاسًا كبيرًا و واضحًا على تطور الفكر الديني لديه؛ ففي أي زمان أو مكـان لا يخلـو الإنسان مـن المشـاعر والأحاسيس الدينية التي صاحبته في رحلته الطويلة والتي عبر عنها بأشكال مختلفة حسب الظروف والبيئة المهيأة له.
ويعد الفن الصخري من أهم مراحل عصور ما قبل التأريخ، حيث كان الإنسان يعتقد بوجود قوى خفية تتحكم في الكون وجب عليه أن يتقرب إليها بطقوس معينة ابتدعها تعبر عن عدة مشاعر كانت تعتريه من بينها الاحترام والخوف وطلب المساعدة، وقد وجدت هذه التعبيرات على الصخور المنتشرة في الصحراء الكبرى على هيئة نقش بارز - مرتفعة على سطح الصخرة - أو يكون النقش غائرًا -أقل من مستوى سطح الصخرة – ولم تكن هذه النقوش هي الوسيلة الوحيدة التي عبر بها الإنسان القديم عن خوفه من الطبيعة؛ بل اتخذ من أشكال الحيوانات في بيئته رموزًا عبدها، حيث كان يعتقد بأن الأرواح تسكنها خاصًة أرواح أجداده، فكان لكل عشيرة رمزًا خاصًا بها يقدسونه ويحملونه معهم أينما ذهبوا.