Abstract:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
فإن من فضل علماء السلف أن حفظوا لنا كثيرًا من الكتب والرسائل، سواء أكان ذلك بالتأليف، أم بالشرح، أم بالتلخيص، أم بغير ذلك، ولا يخفى أن كثيرًا من كتب السابقين لم تصل إلينا؛ ولكن بفضل شرح العلماء أو تلخيصهم لها وصلت إلينا، ولو بإيجاز.
ومن الكتب التي ضاعت كغيرها مما ضاع من المؤلفات القيمة: شرح الزمخشري على أرجوزة رؤبة بن العجاج؛ فلم أر- في ما اطلعت عليه من المصادر- من ذكرها من بين مصنفات الزمخشري؛ فكان الفضل للأدكاوي في الحفاظ على نسبة هذا المؤلف إلى صاحبه (الزمخشري)، وله الفضل- أيضًا- في الحفاظ على شيء مما خلفه الزمخشري، وهو السبب الذي من أجله لخّص الأدكاوي شرح الزمخشري على الأرجوزة، على ما ذكره في مقدمة الرسالة.
وقد قدمت للتحقيق بقسم دراسي موجز، ذكرت فيه تعريفًا موجزًا بصاحب الأرجوزة (رؤبة) وأرجوزته، وتعريفًا موجزًا بصاحب الشرح (الزمخشري) وكتابه (شرحه على أرجوزة رؤبة)، وتعريفًا بصاحب التلخيص (الأدكاوي)، وتعريفًا بالرسالة، ووصفًا لنسخة المخطوط.واعتمدت في تحقيق الرسالة على المنهج المتبعين المحققين.
أسأل الله- تعالى- أن يكون عملي هذا خالصًا لوجهه، وأن ينفع به، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
