Abstract:
إن دراسة التفضيل المكاني للإقامة المستقبلية لسكان أي منطقة؛ سيعزز وبقوة الاهتمام بالمنهج السلوكي في الجغرافيا، فهذا المنهج يلامس فكر وسلوك الفرد داخل بيئته والبيئات الأخرى المنطبعة في ذاكرته كتصورات أو خرائط ذهنية، ويقيس هذا المنهج درجة تأثره بالبيئة وتأثيره عليها سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً؛ لأن إدراك وتحسس ما يشعره الإنسان من حالة الرضا أو عدم الرضا، ومن الراحة وعدم الراحة داخل هذا الإطار الذي يعيش فيه سيخلق عنده فكرة الانتقال المستقبلي من هذه المناطق إلى أخرى يعتقد بداخله أنها الأفضل، أو البقاء فيها، بالوقوف وراء أسباب اتخاذ هذه القرارات المتعلقة بالتغيير السكني، وأهم مصادر المعلومات المزودة عن هذه المناطق؛ ستكشف للجميع مواطن الضعف والخلل في البنى التحتية والفوقية للمنطقة، وضعف مستوى المرافق العامة والخدمات وعدم تلبيتها لمتطلبات المواطن، هذا النوعية من الدراسات كفيلة أن تقرع جرس الإنذار للحكومة والإدارة المحلية حيال معالجة أوجه هذا القصور، لينتبه المتخصصون بمجال التخطيط وصناع القرار بأنه لا تزال هناك فرصة لاتخاذ اللازم لحل هذا العقبات؛ لكي لا تخسر المنطقة جزءاً من ساكنيها الذين سيخلقون خللاً في التوازنات السكانية الحالية والمستقبلية فيما لو قرروا الانتقال خارجها.