Abstract:
من المعلوم أنَّ لبعض الصيغ في العربية معاني متعددةً ، وقد تتبادل صيغة مع صيغة أخرى لتعطي دلالات أُخر. ووجد الباحث أنَّ اسم الفاعل يتبادل مع الفعل في مواضع عدة في القرآن في ضوء القراءات القرآنية، وهذه الظاهرة من الظواهر المهمة في الكشف عن الدلالة في الصيغ الصرفية، فالبحث يثير إشكالات عدّة ، منها : معرفة الإضافة اللفظية أتفيد تعريفا أم تخصيصاً ؟ وما دلالة اسم الفاعل والفعل حينما يتبادلان ؟ وما موضوع الآيات التي تم التبادل فيها بينه وبين الفعل، وهل القرينة الشكلية هي التي تحدد زمنه ؟
فارتأى الباحث الوقوف على هذه الظاهرة لبيان مظاهر مرونة اللغة العربية واتساعها، ومن تلك المظاهر ظاهرة التبادل، ووصف اسم الفاعل في الآيات التي تم التبادل فيها بينه وبين الفعل.
وتوصل البحث إلى أنَّ اسم الفَاعِل في الإضافة يفيد الإلصاق والقرب والوقوع بخلاف عدم الإضافة أو (التنوين) فإنه يفيد عدم وقوعه أو تحققه، وأنّ دلالة اسم الفاعل تحددها القرائن فقد يُفيد المستقبل وقد يفيد الماضي المستمر لا الماضي الفلسفي مثل الفعل الماضي الذي يفيد الماضي المستمر في ضوء الزمن النحوي، وأنَّ التَّبادل الذي وقع بين اسم الفاعل والفعل الماضي حصل في ثمانية مواضع فقط وفي الأمور التي تتحدث عن الخلق والجعل والفطور ، وفي معظم الآيات التي حصل فيها التبادل تدلّ على الدوام والاستمرار فصفات (الخلق والجعل والفلق ) كلها صفات دائمة لله – جل وعلا- فتقاربت الدلالات.