Abstract:
الملخص
إذا كان البحث الاجتماعي في أبسط صورة هو الطريقة العلمية المنظمة التي تستخدمها لدراسة الواقع الاجتماعي بغية التوصل إلى حقائق جديدة يمكن استخدامها والاستفادة منها علمياً، وهو أيضاً منهاج لاكتشاف المعارف الاجتماعية الجديدة التي يمكن توصيلها والتحقيق من صدقها مستقبلاً.
ومن المتعارف عليه أن طرق البحث العلمي في علم الاجتماع بشكل خاص تتطلب جملة من الإجراءات المنهجية المتسقة المرتبط بعضها البعض بشكل منطقي . لأنها تمثل مسيرة منهجية منظمة على قدر من الأهمية فهي مرتبطة بمراحل علمية متسلسلة تسلسلاً منطقياً بدءا من الفكرة الأساسية في اختيار مشكلة البحث وشعور الباحث بأهميتها وفائدتها بالنسبة للمجتمــــع والبحث العلمي وانتهاء بالتقرير العام للبحث .
ومع تعقد الحياة الاجتماعية والتغير الاجتماعي السريع ازدادت الظواهر والمشكلات الاجتماعية من حيث العدد والنوع وأصبح الكشف عن هذه الظواهر والمشكلات الاجتماعية والتعامل معها وتحديد العوامـــــــــــل والأسباب التي أدت إليها ممـــــــا يتطلب ضـــــــــرورة إخضـــــــــاعها للبحث العلــــــــــــــــــمي الاجتماعي.
ومن معايير البحث العلمي الاجتماعي ضرورة التزام الباحث بقواعد البحث العلمي ومن بينها الموضوعية في الدراسات العلمية ويقصد بذلك البعد عن الذاتية سواء في اختيار المشكلة أو دراستها دراسة بحثية دونما التحيز لرأي معين أو وجهة نظر محددة أو رأي جماعي والبعد عن التوجه الإيديولوجي والارتباط بنسق فكري متكامل ينظر له أنه الموصل إلى الحقيقة وأيضا البعد عن الحكم القيمي ويقول أن ما يصل إليه من حقيقة في النتائج ضارة أو نافعة.
ومن هنا نرى إن التوجه الإيديولوجي يؤثر على الموضوعية في مرحلة حكم القيمة للباحث في تناوله النتائج وتحليلها وليس قبل ذلك ولكي يتضح ذلك يجب علينا إن نتناول عملية البحث العلمي الاجتماعي في بدايتها.