اعتراضات ابن مالك على النحاة في كتابه شرح التسهيل

Abstract

كتاب تسهيل الفوائد من الكتب القيمة وذات النفع الكبير، والذي عمَّ على معظم المؤلفات النحوية واللغوية، وذلك لما جاء فيه من تفصيل وشرح وردود على آراء سابقيه والمعاصرين له من النحاة، الأمر الذي أثرى البحث اللغوي، واختصر العديد من الطرق المتشعبة، ووفر البحث في مؤلفات كثيرة، وخاصًة أن هناك نحاة ولغويين لم تكن لديهم مؤلفات، أو أنها فُقدت ولم تصل إلينا، ففي التسهيل وجدنا آراء النحاة في كل مسألة تقريبًا سواءً ما كان فيها خلاف، أو أوجه مغايرة، أو ما تفق عليها النحاة، فاجتهد ابن مالك في تحليلها وشرحها وتعليلها، وذكر الوجه الصحيح والأقرب فيها.

ومن هنا كان الدافع وراء هذا البحث، فقد لفت انتباه الباحثة هذه الآراء، واهتمام ابن مالك بذكرها والردِّ عليها، ومحاولة الباحثة الاقتصار على ( باب كان وأخواتها) اختصارًا للوقت والجهد، وتقيُّدًا بعدد أوراق محدد، لعل فيها من الفائدة التي قد تسلط ضوء الباحث اللغوي على مثل هذه الردود وتفيد من يريد معرفة أسلوب ابن مالك في تحليل الشواهد والرد على سابقيه من النحاة، وماقي ذلك من القيم العلمية والأخلاقية التي قد تزود الباحث بموضوعية البحث واحترام اختلاف الرأي والرد العلمي واعتماد الحجة فيه، كما لأنه قد يكون فيه نفعًا لمن أراد هذا الجزء من شرح التسهيل دون غيره، وترتيب ذهن القارئ في ذكر الآراء حول هذا الباب.

وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي لتصل إلى نتائج البحث التي تركزت حول مدى دقة ابن مالك في سرد جميع الآراء المهمة حول المسألة وطريقة الرد بالحجة واعتماد رأي كبار العلماء في أغلب الحجج تأييدُ تأكيدًا لرأيه، أسلوب ابن مالك في الرد يتميز بالتهذيب والاحترام والحياد. ومن توصيات الباحثة أن تعتمد أساليب النحاة الأوائل في الرد والمعارضة في البحوث العلمية المعاصرة وأن تحترم أراء السابقين مهما كانت مخالفة وأن يكون رفضها بالحجة العلمية المقنعة والبراهين المتعارف عليها. كما يجب تعويد طلاب اللغة العربية على الخوض في هذه المسائل ومحاولتهم التحقق من الحجج والردود وكتابة الأوراق العلمية بالخصوص.