Abstract:
يتناول البحث الحضارات المتعثرة التي تعاني من أزمات تمس جوهر بنيتها الحضارية. وذلك من خلال تشخيص طبيعة الحضارات المأزومة ومسببات أزمتها والمآلات التي يمكن أن تصير إليها. فمن طبيعة الحضارات أنها لا تستقر على حال، وبُعدها عن الانهيار مروهنٌ بالقدرة على مواكبة التطورات الداخلية والخارجية، فالعجز عن إيجاد حلول لها قد يؤدي إلى حالة من التمزق والصراع الداخلي، وأكثرها خطورة ذات الطابع الروحي، فتلك حالة الحضارات المأزومة التي قد تتصارع داخلياً وقد تنقل صراعها الروحي إلى الخارج عبر سطوتها المادية لتغطي على صراعها الداخلي لعلَّ الخطر الخارجي يُبعد شبح الانهيار الذي مس روحها الحضارية؛ بذلك فإن الحضارات المأزومة غالباً ما تتأرجح بين التشدد والعنف الداخلي وبين العنف الخارجي، وكلاهما لا يجدي نفعاً