Abstract:
مع الانفجار المفاجئ لمحتوى الإعلام الرقمي, وسهولة آليات الوصول للمعلومة عبر الجيل الأخير؛ تتوفر العديد من المعلومات لكثير من البشر- أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا - وذلك من أكثر من مصدر، وعلى الرغم من القدرات المحدودة المتوفرة سواء على المستوى الجغرافي أو المادي فإنَّ الأفراد الآن يتمتعون بقدرة الوصول إلى مخزونات ضخمة من المعلومات لا يمكن تصورها. هذه المخزونات تتمتع على نحو متزايد بإمكانية نقلها وسهولة الوصول إليها والتفاعل معها سواء على مستوى النقل أو التكوين، ونتيجة لهذا تغيرت الأنشطة البشرية الأساسية وظهرت خيارات أخرى جديدة مرتبطة بالإعلام الرقمي المبني على الترابط أو التشابك .
فإحدى رهانات هذا المشهد الإعلامي الرقمي هو تعدد المصادر التي تضمن توفر كم هائل من المعلومات، والذي يقود إلى صعوبة شديدة في تقييم مصداقية المعلومات على نحو دقيق, قد ينجم عنه عواقب اجتماعية وشخصية وتعلمية وعلائقية ومالية يمكن وصفها بالخطيرة . حيث أن البيئة الرقمية هي فضاء يتم بالتسارع في نقل الأخبار ولا يتقيد بنشرات أو مواجيز إخبارية ويفتقد غالباً إلى الطاقم التحريري التراتبي؛ ولهذا فالفرد غالباً ما يقع أسيراً لفورية الخبر ولعدم التوازن بين موثوقيته من جهة وسرعة نشره من جهة أخرى .
يمكن أن يخلق إنتاج الأخبار وتداولها في البيئة الرقمية مواطنين مطلعين وفق أجندات معينة؛ لأنهم في الأساس مواطنون رقميون منغمسون في بيئة التقنيات الرقمية ممَّا يجعلهم ينخدعون كثيراً نتيجة التوتر بين انغماسهم التقني ومهارتهم في استخدام الأدوات الرقمية وتقييداتهم الموروثة بسبب تطورهم وخبراتهم المحدودة من جهة