Abstract:
لكي نتحسس جمال الآيات القرآنية، ونستمتع بإيقاعها الهندسي المتناسق، لابد لنا أن نستمع إلى أصوات تلاوته، وطريقة التلفظ به، فنقف على إيقاعه الصوتي الرائع، ونتأمل روعة أنغامه.
والسمع هو الملكة الوحيدة القادرة على الوصول بالسامع لتذوق الإيقاع القرآني، وللسمع أيضًا مكانته التي خصها القرآن بآيات كثيرة؛ لتعظيم هذه الملكة فيقول واصفًا حال المشركين، وخوفهم من إلقاء السمع للقرآن، فيؤثر فيهم ، وهناك العديد من الآيات التي تجسد أهمية السمع وتأثيره على النفس البشرية، والأحاديث تطول عن مدى تأثر الكافرين عند نزول القرآن، وتعجبهم من أصواته ونظم حروفه وتناسق موسيقاه، بل لازال إلى يومنا هذا سببًا في دخول الكثيرين إلى الإسلام، فالسمع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيقاع القرآني، وقد خصها الله سبحانه وتعالى بجعلها أحد صفاته ( السميع). وثم يأتي العلم الحديث ليكشف لنا أن السمع أوَّل ما يتخلَّق عند الإنسان، وآخر ما يموت فيه.
ولأهمية الدراسة الصوتية في علوم اللغة الحديثة، قمت بتوضيح الدلالة الصوتية في هذا البحث، وحاولت بجهدٍ متواضع لتطبيق هذه الدلالة على نماذج قصيرة لآياتٍ من القرآن الكريم، متمثلة في سورة الناس.
فقد حاولت تسليط الضوء على صفات الحروف ومدى علاقتها بالمعنى العام للسورة، ودلالة علاقة الحروف ببعضها في تأكيد السياق القرآني للسورة وإبراز المعنى العام لها.