dc.contributor.author |
عامر, د. عبدالحميد محمَّد امحمد |
|
dc.date.accessioned |
2024-11-24T16:19:35Z |
|
dc.date.available |
2024-11-24T16:19:35Z |
|
dc.date.issued |
2019-09-01 |
|
dc.identifier.other |
25185985 |
|
dc.identifier.uri |
http://dspace-su.server.ly:8080/xmlui/handle/123456789/826 |
|
dc.description.abstract |
تُعدُّ دراسة النصوص الأدبية واحدة من أهمّ المشاكل التي تواجهها الدراسات النقدية الحديثة، وذلك بسبب اعتماد مُعظم الدراسات النصيّة على مناهج مدرسية في تحليل النصوص، مما يؤثر بالنّص سلبًا ويهبط به إلى مستوى الشروح والتفاسير، ويبعده عن القضايا الجمالية، والقيم الفنية التي تُثري النص وتجعله مُميزًا؛ ولهذا تَبرُزُ أهمية الدراسات التحليلية الأسلوبية التي تتجاوز مجرد الجوانب الشكيلية والتحليل السطحي الذي يعتمد على الشرح إلى "استكشاف ما فيه من جوانب جمالية، وذلك بما تُتيح للدارس من قُدرة على التعامل مع الاستخدامات اللُّغوية، ودلالاتها في العمل الأدبي، وبهذا التفاعل مع الخواص الأسلوبية المميزة المكتشفة بطريقة علمية سليمة، تتضح مميزات النص وخواصه الفنية"(1).
وبناءً عليه فإنّ استخدام التحليل الأسلوبي في دراسة النصوص يُمكّنُ الناقد من النفاذ إلى عُمق النص واستكشاف خباياه ومدلولاته، واستخلاص النتائج الذي ترصد جمالياته، فالناقد الجيد لا يقنع بالوقوف "عند ظاهر النص فقط، أو مظاهره الشكلية، فظاهر النص لا يقوده إلى ما هو جوهري، أما التصنيف والإحصاء والاستنتاج وصياغة الفروض فهي أوراق موضوعية مساعدة تُعِيْنُ الناقد على استجلاء الدلالات القصية"(2).
ويعتمدُ تحليل النص على الأسلوبية وما تقدمه من نتائج تبرز من خلالها صورة واضحة عن علاقة النص بالمبدع، وما يضمر في داخله من أفكار، وذلك من خلال دراسة الألفاظ واستخلاص الدلالات الواضحة التي تعكس علاقة المبدع بالنص وتشكيلات اللغة فيه "بوسائل نقدية تسهم في إبراز الكاتب ورؤاه، وذلك من خلال دراستها لسياقات الألفاظ وما تنطوي عليه هذه السياقات من دلالاتٍ مختلفة، وكذلك من خلال دراسة جرس الألفاظ في النص الأدبي"(3).
وتُظهِرُ الأسلوبيةُ المدلولاتِ الجمالية في النص، وذلك من خلال دراسة العلاقات القائمة بين الصيغ التعبيرية، وعلاقة هذه الصيغ بالمرسل والمتلقي على حد سواء، وتعتمد في ذلك على دراسة الألفاظ، وطريقة تركيبها في النص، والوظيفة التي يؤديها التركيب بشكل عام، إذ تبدو أهمية التحليل الأسلوبي في أنه "يكشف المدلولات الجمالية في النص، وذلك عن طريق النفاذ في مضمونه وتجزئة عناصره، والتحليل بهذا يمكن أن يُمهّد الطريق للناقد، ويمده بمعايير موضوعية يستطيع على أساسها ممارسة عمله النقدي وترشيد أحكامه، ومن ثم قيامها على أسس منضبطة"(4).
والتحليل الأسلوبي يُظهِرُ بِنيةَ النص ويوضّحُ أهدافَه وعناصرَه ويقوم بربط أجزاء النص بحيث تتمخّض نتائج جلية ثابتة لصياغة فكرة محددة تعكس روح الكاتب، إذ تتجلى بذلك مهمة التحليل الأسلوبي في "تعريف بنية المقولات والنصوص اللغوية أسلوبيًا ووصفها وشرحها، وجعل من يتمخّض عنه التحليل من نتائج أساسًا أو قاعدة للتأويل الأسلوبي وشرحه"(5).
وعلى الناقد عند تحليل النصوص أن يتخلّى عن مشاعره الذاتية، لكي يتوصّلَ إلى النتائج الموضوعية التي يعكسها النص، فيقف الناقد في منطقة حيادية بين المُرسل والمتلقي مُتخِذًا من النص وسيلةَ اتصالٍ تعكس مجموعة التقاليد النقدية الموروثة أو المستحدثة وذلك من خلال متابعة الظواهر الأسلوبية المتكررة؛ لأنها "تمثل الملمح الأسلوبي الصحيح، فمن خلالها يمكن تحويل المضمر إلى الظاهر، وهو ما يحتاج إلى نوع من الحَدس المرافق للنظر العميق، والمزامن للقدرة على التحرك بين التحليل والتركيب"(6).
ومن الخطوات الهامة التي يجب على الناقد اتخاذها عند التحليل، اليقين بجدية النص ومدى أهميته للدراسة، وذلك عن طريق قيام علاقات بين الناقد والنص يتم من خلالها اكتشاف جماليات النص، والسعي لإبرازه عن طريق التحليل القائم على القبول والاستحسان، ثم يبدأ الناقد بالتحليل الذي يشبه العملية الكيميائية التي تعتمد على تحليل المادة إلى عناصر ثم جزيئات صغيرة يتم من خلالها استخلاص النتائج المتعلقة بالدراسة، فتحليل النص يعتمد على "ملاحظة التجاوزات النصية وتسجيلها بهدف الوقوف على مدى شيوع الظاهرة الأسلوبية أو ندرتها، ويكون ذلك بتجزيء النص إلى عناصر، ثم تفكيك هذه العناصر إلى جزئيات وتحليلها لغويًا"(7)، مما يحدد أسلوب الكاتب ومدى التأثيرات التراكمية التاريخية والدينية والثقافية وذلك من خلال انعكاس الألفاظ والجمل والأصوات في النص.
وينبغي للمحلل أن يتجنب بعض الأمور التي من شأنها أن تفقد النص قيمته الجمالية وتحوله إلى مُجرّد نصٍ سطحي يعتمد على شرح المعاني وتوضيح الأفكار، ومن أهم هذه الأمور، اعتماد المحلل أثناء تحليله على فقرة غير نمطية بحيث يجرّدها عن بقية النص ويتم استخلاص النتائج التي قد لا تعبر عن مقاصد الكاتب وغاياته، أو يقوم المحلل بتجزيء النص إلى أجزاء دون ربطها في النهاية مع بعضها بعضًا لتكوين الصورة النهائية للنص مما يؤدي إلى فصل الشكل عن المضمون؛ وذلك بسبب الاعتماد على كلمات أو حروف والابتعاد عن الترابط والمضمون وهذا بدوره يؤدي إلى تمزيق النص وبعثرة أجزائه، وهذا الأمر أصبح معروفًا في بعض الدراسات التي يجري فيها التحليل الأسلوبي "بشكل تخميني، لأن أسسه ومبادئه تفسر بحسب معطيات الاتجاه الذي ينتمي إليه المحلل، ولأن هذا التفسير وفي كثير من الأحيان يخضع لتأثيرات النظرية الأسلوبية التأويلية التي تعد التحليل فنًا غير خاضع لأي سلطة منهجية"(8).
ومن المحاذير التي قد يقع فيها الناقد أثناء تحليله اعتماد أسلوب الإحصاء وتحويل النص إلى جداول يتم من خلالها تفريغ المعلومات المطلوبة وتحويلها إلى استنتاجات مرقمة ومعادلات رياضية، وهذه الإحصائيات تقضي على روح النص وجماله "كما أن هذه الإحصائيات لا تستطيع أن تدل الباحثين في الأسلوب على الخواص الأسلوبية التي تستحق القياس؛ لأهميتها في تكوين الأسلوب، كما لا تستطيع حتى الآن أن تضع أسسًا للتفسير الأسلوبي لهذه المؤشرات الشكلية، وهذا ما يجعل قوة برهان نتائجها قاصرة للغاية في كثير من الحالات؛ إذ تكاد تضطرد عكسيًا درجة موضوعية النتيجة مع إمكانية التوصل عن طريقها إلى استبيان دقيق لأهمية الخواص من الوجهة الأسلوبية"(9).
ولكن هذا لا يلغي دور القياس الكمي نهائيًا من الدراسة الأسلوبية؛ لأنه يرتبط بعلم النفس المتعلق بدراسة الكثير من الجوانب المتصلة بالشخصية والأسس النفسية للإبداع، فمثلاً من أبرز الظواهر الأسلوبية التكرار الذي يعتمد على مبدأ الإحصاء، إلا أنه يعكس بعدًا نفسيًا يتعلق بظروف الكاتب وبيئته، وهذا يعني أن استخدام مبدأ الإحصاء بطريقة منطقية واقعية هو الأسلوب الناجع لمعالجة النص، وبذلك فإن الإفادة من الإحصاء تمتد لتغُطّي دائرة واسعة من النقد مثل "لغة الأدب، ونقد الأسلوب بتميز خصائصه كالتنوع أو الرتابة والسهولة أو الصعوبة والطرافة أو الإملال، ذلك لأن هذه الأحكام الذاتية التي يصدرها القراء وطائفة من النقاد الذين يحتكمون إلى أذواقهم المدربة بوجود منبهات هي في معظم الأحيان سِمات لغوية معينة تَردُ في النصوص بتكرار مُعين"(10).
ونظرًا لأهمية التحليل الأسلوبي في اكتشاف طاقات النص فإني آثرت أن أطبق عمليًا المنهج الأسلوبي على قصيدة من العصر الجاهلي وهي (بائية عنترة بن شداد) حيث لم تدرس من قبل دراسة أسلوبية - فيما أعتقد- بالإضافة إلى أن شعر عنترة- بشكل عام- يتميز بخصائص أسلوبية مميزة غير متوافرة عند غيره من الشعراء . |
en_US |
dc.language.iso |
other |
en_US |
dc.publisher |
قسم اللغة العربية/كلية التربية/جامعة مصراتة |
en_US |
dc.relation.ispartofseries |
العدد الرابع عشر, سبتمبر 2019; |
|
dc.title |
بنية النص الشعري عند (حسان بن ثابت) في الجاهلية والإسلام دراسة وموازنة |
en_US |
dc.type |
Article |
en_US |