Abstract:
يهدف هذا البحث إلى معرفة علاقة الشاعر الجاهلي بناقته، من خلال وصفها وصفًا دقيقًا برسمها لوحة عظيمة تحمل جميع الألوان الموجودة في الصحراء (الجامدة والمتحركة)، لينقل للمتلقي أن ناقته هي المنقذ له حين يدركه الهمّ، ومن هنا جاءت تشبيهات الشاعر لناقته من واقع البيئة وحياة الجاهليين، حتى كانت موضع دراسة الكتّاب والأدباء الكبار والصغار على حدٍّ سواء، وكان وصْفها غنيًا بالمواد الطبيعية، لأنَّ الشاعر كان يستفز قواه الفكرية والبصرية والسمعية؛ ليحيط ناقته بكل صفات العظمة والقوة والشموخ، فانتزع من الصحراء مادته، واستعار منها ما توافق مع ميوله الهادفة إلى القوة والفتوة والعنفوان، والصورة الفنية عند طرفة تمتاز بإحكام صنعتها، وقوة بنائها، وجمال الصور الفنية فيها، وخِصب خيال الشاعر في رسم لوحات زاهية مستمدة من البيئة والواقع المحسوس الذي لم يستطع الشاعر منه فكاكًا، مما يشير إلى دقة ملاحظة الشاعر، وتأثره بما يحيط به في مجتمعه وبيئته.