Abstract:
يتناول البحث الاعتراض على سند الدليل النقلي بجهالة القائل، في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري، وذلك باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، ويهدف إلى عرض المسائل النحوية التي اعترض فيها الأنباري على حجج الكوفيين النقلية بجهالة القائل، ومن أهم نتائجه أن المازني هو أول من أشار لمنع الاستشهاد بمجهول القائل، والأنباري صرَّح بهذا المبدأ، وكرر النص عليه بعبارات مختلفة مثل قوله: مجهول القائل، غير معروف القائل، لا يعرف قائله، غير معروف، لا يعرف أوله ولا قائله، ولكنه اضطرب في مبدأ الاستشهاد بجهالة القائل، ولعل ذلك راجع إلى سعة مصادر الأنباري، وكذلك صعوبة هذه النسبة في بعض الأحيان، ولاتسام مؤلفاته بالاختصار، فالأنباري في كتابه الإنصاف استشهد بأبيات مجهول قائلها ردًا على استشهاد الكوفيين، فالتدقيق في النصوص وتمحيصها أمر طيب مقبول، وعلى ضوئه تبنى القواعد بناءً رصينًا، لكن الاعتراض بجهالة القائل لم يسلم منه الأنباري نفسه، إذ أورد كثيرًا من الشواهد الشعرية دون عزو إلى أصحابها، بل إن كتب المتقدمين حافلة بالشواهد المجهولة القائلة؛ لذا لم يكن اعتراض الأنباري على شواهد الكوفيين الشعرية إلا من باب التعصب لمذهبه، انتصارًا للبصريين، وتحاملًا على الكوفيين