Abstract:
الكون بنظمه وتقديره من خلق الله، والإنسان - طائعًا و عاصيًا - خلقٌ لله، وميزان الله بين عدل وفضل، وفضل الله يقضي بِخَرق نُظم ما خلق من أجل من خلق تكريمًا، كما يقضي عدل الله أن يَخْرِق نُظمَ ما خلق تكذيبًا وإهانة لمن خلق، ولما علمنا أن محبة الله تستوجب للمضطر أن تخرق تلك القوانين من أجل من أحب، فبعلمنا لهذه الثوابت ندرك أن من أعظم الكرامات، ما أ كرم الله به أمة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو ما أُثر ذِكره في السنة النبوية المطهرة في مسألة طلب السقيا عند القحط (الاستسقاء)، وما فيه من معجزة مشتملة على كرامة وتأييد ونصرة لمن أحب، ولعل ما يشغلني كباحث هو وجه الإعجاز بين الاستسقاء وهطول الأمطار؛ تلك العلاقة النابعة من التأييد والنصرة، تلك العلاقة التي إذا حُكِّمت موازيين العقل فيها توقفت في محطة لا يمكن للعقل تجاوزها؛ ذلك لأن العقل في أعلى درجات إحاطته يعجز عن إدراكها، فبتأمل في هذه العبادة المستوفية للشروط المتحققة للنتائج يتحقق يقينًا أنه: ( الإعجاز).