Abstract:
من المخترعات التي تولدت عن الثورة الإلكترونية بعد الإذاعة المسموعة الخيالة)، وتعتبر فاتحة عالم وسائل الاتصال السمعية والبصرية الساحر ، وذلك بعد السيطرة الطويلة للوسائل المطبوعة ، والبروز المتزامن تقريباً للإذاعة المسموعة إلى الساحة الإعلامية كمنافس قوي (1). وإذا علمنا الأثر البالغ للخيالة في تكوين الرأي العام، ونشر الثقافة المسيطرة ، أدركنا وتبين لنا مدى خطورة هذه الوسيلة ، التي تهدد الكيان والهوية الحضارية للمجتمعات التابعة في هذا المجال مثل مجتمعاتنا العربية ، وبالرغم من شعور معظم الدول بذلك ، إلا أنها لم تتمكن من صد السيل الجارف للإنتاج الأمريكي ، الذي لا يتورع - كما لاحظ ذلك اللورد نيوتن Newtin - في استعمال وسيلة الاتصال هذه في عملية دعائية ضخمة لبلدهم ، لأنفسهم ، لأفكارهم ،
(2).
لمنتوجاتهم أما عن وضع الخيالة في الوطن العربي فهي لا تختلف كثيراً عن وضعية وسائل الاتصال ، من حيث مركزها المتواضع على المستوى العالمي وتبعية ساحتها الخيالية للإنتاج الأمريكي على الخصوص، سواء أكان ذلك بالنسبة لكمية الإنتاج ونوعيته أم لعدد دور الخيالة الثابتة وقدرتها الاستيعابية ، أم لنسبة التردد السنوي على هذه الدور، والملاحظ في هذا المجال أن الدول العربية تعتمد بنسبة كبيرة على استيراد أشرطة الخيالة من أمريكا أساساً، ثم الهند فإيطاليا وفرنسا ، ولكن بدرجة وكيفية لا تتناسبان والعلاقة التاريخية الثقافية الاستعمارية التي تربط الدول العربية المستوردة والدول المصدرة(3).