Abstract:
لا يخفَ على أحد الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام من خلال تأثيرها على قطاع واسع من المجتمع، خاصة مع التطور المعرفي والتقني الذي واكب الثورة المعلوماتية الهائلة، ومع المتغيرات التي حدثت داخل المجتمع الليبي منذ سنوات والتي كان لها أثرا بالغا في حدوث بذور الشقاق بين الأخوة، وما واكب هذا الخلاف من استخدام الأطراف المختلفة لوسائل الإعلام المتنوعة، لعرض أفكارها وآراءها، وتسفيه الأطراف الأخرى، مستخدمة اللغة العربية وسيلة للتعبير عن الخطاب الإعلامي لنقل الأفكار والآراء والأطروحات، إن الخطاب الإعلامي الليبي تفنن في توظيف وسائل الإعلام المختلفة، ولكن للأسف الشديد كان خطابه يحمل مضمون الكراهية والحقد، ونبذ الآخر والتعصب الجهوي، والقبلي، والسياسي، الإعلام الليبي الناطق باللغة بالعربية الفصحى تعامل مع الأزمة الليبية بطريقة غير مهنية، من خلال تحويل الخطاب الإعلامي إلى خطاب يحمل البغض والكراهية، فهو خطاب يدعو إلى الفرقة، والخلاف، إن الواجب الذي يقع على عاتق الإعلام الليبي يتمثل في تحمل المسؤولية المهنية ، والأخلاقية بتبني سياسات إعلامية تدعو إلى نبذ العنصرية، وخطابات الكراهية، من خلال تبني خطاباً إعلامياً وسطيا يستشعر حجم المسؤولية المهنية والتاريخية التي تستوجب تبني لغة وخطابا يهدف إلى تعزيز التقارب والألفة بين أبناء البلد الواحد، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على تقريب وجهات النظر المختلفة.