Abstract:
أن معالجة الإشكاليات المنهجية في بنية تاريخ العرب الحديث ضرورة ملمة لإعادة كتابة التاريخ العربي الذي تعرض للتحريف والتشويه من قبل الأفلام المعادية التي استهدفته باعتباره من أبرز ميادين الحرب الفكرية التي قادتها العنصرية الصليبية في حربها ضد العرب والإسلام لتحطيم المقومات المعنوية من خلال التركيز على التراث ، واقلغة ، والعقيدة لإعادة تركيبها بما يخدم الغايات الصليبية، ولتسهيل السيطرة على العرب وعلى مقدراتهم الاقتصادية والفكرية .
وسخرت لذلك حركة استشراق واسعة شملت كل الجوانب بقصد التشويه ، وإضعافت المعرفة واستخدام مصطلحات خاطئة ، لشل العرب ، وجعلهم تحت السيطرة ، والتبعية ولم تنجح العديد من المحاولات لمعالجة هذا الوضع أو التنبه إلى مخاطره ، وذلك بتركيزها على جمع وكتابة مكونات الفكر العربي، ودون نقدها أو تنقيتها من المغالطات. ان قضية الإشكاليات الفكرية من أبرز الإشكاليات في فكرنا للحديث التي قيدت مضامينه بإعادة صيانته وإفراغه من محتواه، وموضوعيته متجاهلة أو طامسة لمنجزاته التحويله لحالة سكونية ، ووسيلة في خدمة الأغراض الصليبية التي استهدفت التراث والتاريخ ، وهى حلقة مهمة من حلقات الحروب الصليبية تحت رعاية الكنيسة ورجال الدين والتي اتجهت لاستخدام الفكر في هذه الحرب بعد أن تنبهت إلى أهميته في بنية الحضارة العربية الإسلامية ولذلك استخدمت الكثير من المصطلحات ، والمغالطات الخاطئة والخلط بين مختلف المفاهيم ، وتمزيق مسار التاريخ العربي لجعل الحالة الفكرية العربية في حالة ضعف ، وتفكك في روبطه المنطقية ، وعدم تطابق مصطلحاته مع واقعه وتسطيحه بالتقليد والتبعية المتأثرة بالنمط الأوروبي ، وغير قادرة على معالجة المناهج الفكرية .