Abstract:
يحتل الاتجاه الصوفي في الإسلام منزلة عظيمة الشأن رفيعة المستوى، وذلك لارتباطه الوثيق بالكتاب والسنة، واعتماده على الشريعة في ظاهرها وباطنها، ما جعل منه الدواء الشائي من كل أمراض النفس والمنهاج الذي يصفي الروح وينقيها، وذلك بالتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل.
وللتصوف مكانة ملحوظة في تاريخ الإسلام حيث زحر تراثنا الفكري الإسلامي قديماً و حديثاً بالعديد من المفكرين الذين اشتهروا بالعلم والمعرفة وحسن الخلق، ومساهمتهم في إثراء الاتجاه الصوفي، وخدمتهم الجليلة المخلصة للإسلام والمسلمين، وكانت دوافعهم من وراء ذلك كله الإخلاص لدين الله تعالى. وقد كان قدوتهم الرسول الكريم محمد المعلم البشرية يتحنث الليالي الطوال في غار
الله تعالى.
حراء، خمس سنوات قبل البعثة، إلى أن تميأت روحه عليه السلام لاستقبال : رحي وبعد ذلك عرف ما يسمى بالذكر وهكذا كان حال صحابة رسول الله الله، فهذا سيدنا عمر بن الخطاب له عندما كان يقرأ الآية السابعة من سورة الطور (إن عذاب
ربك لواقع يخر على الأرض وقد غشي عليه. وهذا مصعب بن عمير كان أحمل رجـــال مكة، وعند دخوله الاسلام واستشهاده غطي بيردة لا تكاد تستر عورته، والعبرة من ذلك أن هذه الدنيا وما فيها من متاع ظل زائل، وأن الدنيا دار ثمر، والآخرة هي دار المقر.