Abstract:
تمكن ابن خلدون1من وضع منهجاً علمياً لدراسة التاريخ في القرن الثالث عشر الميلادي، استطاع من خلاله تنقية التاريخ من الأكاذيب والأساطير التي التصقت به، وارتقى به من مستوى الفن الأدبي إلى أن يكون علماً مستقلاً بذاته، تُطبق عليه قواعد خاصة، وبالتالي لم يعد موضوعه يقتصر على سرد أخبار السابقين، بل أصبح دراسة شاملة للمجتمع الإنساني من خلال نظرته الخاصة، والتي أعتبر فيها أن التاريخ كل لا يتجزأ، ومن ثم فالحوادث التاريخية لا يمكن دراستها كل على حدة، بل يوجد ترابط وتكامل فيما بينها. وهو بذلك قد سبق المؤرخين الأوربيين الذين نادوا بالوحدة الكلية في دراسة التاريخ، ومنهم المؤرخ البريطاني ارنولد توينبي2.
جاء بحثي هذا لدراسة المنهج العلمي عند ابن خلدون في دراسة التاريخ، وذلك من خلال ثلاثة مباحث هي: المبحث الأول: المنهج العلمي عند ابن خلدون في دراسة التاريخ، المبحث الثاني: النزعة العلمية عند ابن خلدون في دراسة التاريخ، والمبحث الثالث: مصادر المنهج العلمي عند ابن خلدون ومعالمه والنقد الموجه إليه. وتوصل البحث إلى نتائج أهمها: إنَّ ابن خلدون، يُعَدُّ بحق من مؤسسي المنهج العلمي في دراسة التاريخ، وذلك لوضعه منهجاً علمياً، تجاوز به المنهج الوصفي السائد عند من سبقه من مؤرخين.
