Abstract:
يَهدِفُ البحثُ إلى بيانِ أهمّيّةِ فلسفةِ شوْبنهاوِر التّشاؤُميّةِ بِالنِّسبةِ لِبقيّةِ الفلاسِفةِ الّذين تأثّروا بِها، وَمُحاوَلةِ معرِفةِ مصادِرِ أفكارِه، سواءً كانت حياته الخاصّة أوْ عصره عُمومًا، وَذلك من خلال عرض التّسلسُلِ المنطِقيِّ لِنظريّتِهِ في التّشاؤُمِ، والّتي انطلق فيها مِن المِثاليّةِ، بِجعلِ الواقِعِ مُجرّد انعِكاسٍ لِلفِكرِ، وَأنّ كُلًّا مِن الفِكرِ والواقِعِ، يَخضِعانِ لِإرادةٍ مُطلقةٍ شِرّيرةٍ، وَهوَ ما يَجعلُ العالم مكانًا لِلبُؤسِ، والحياةِ رِحلةٌ لِلحُزنِ والألمِ، وَأنّهُ لا سبيل لِلخلاصِ مِن هذِهِ المُعاناةِ، أوْ على الأقلِّ تخفيفُها، إلّا مِن خِلالِ حالةٍ مِن الزُّهدِ والتّصوُّفِ، وَهيَ الفِكرةُ الّتي وَصل إليْها مِن خِلالِ المزجِ بيْن تعاليمِ دياناتِ الشّرقِ القديمِ -خاصّةً البوذيّةُ- وَالدّيانةِ المسيحيّةِ.