Abstract:
لقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تلاحق ما يسمي بالإرهاب بعد ضرب قواتها الاقتصادية والأمنية السيادية في عقر دارها عن طريق دخولها لأفغانستان عام 2001م ، وما لحقه من تدمير وقتل للمدنيين من الشعب الأفغاني, وفي عام 2002 ـ تحركت بعد غزو أفغانستان وفرضت هيمنتها على العالم تحت شعار محاربة ما يسمي بالإرهاب بدءاً بالعالم العربي والاسلامي وهذا السبب الذي جعلها تجتاح العراق وتسقط النظام وتحتله في إطار ذرائع متعددة كامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل, وعلاقاته بالتنظيمات الإرهابية بما يسمي بتنظيم القاعدة, والتي كشفت فيما بعد ما هي الا ذرائع لا أساس لها من الصحة, وإنما كانت تمهيدا لما هو أبعد منها من مصالح استراتيجية أمريكية في المنطقة العربية وفي مقدمة ذلك السيطرة على منابع النفط العراقي, وكذلك امتلاك أرضية خصبة في الشرق الأوسط تستطيع من خلالها أن تؤسس شبكة استخباراتية تمكنها من جمع المعلومات بطريقة أوسع وأدق لما يحدث من تصادمات واحداث جديدة في تلك المنطقة.
تناولت الدراسة إشكالية تتمحور حول، ما هي الاستراتيجية التي أتبعها الرئيس باراك أوباما تجاه مكافحة الإرهاب بصفة عامة وتنظيم داعش بصفة خاصة، والى أي مدى اختلفت أدارته في مكافحة الإرهاب عن إدارة الرئيس السابق جورج بوش الأبن؟، ركزت الدراسة على أهمية تمثلت في توضيح الخطوط الأساسية لاستراتيجية أوباما فيما يتعلق محاربة الإرهاب حيث تبٌنى استراتيجية لأضعاف تنظيم داعش وتدميره حيث أعلن عن استعداده لاستخدام القوة العسكرية في العراق للقضاء على داعش بالتعاون والتحالف الدول والإقليمي، لقد تطرقت الدراسة لأربع محاور رئيسية حيث تناول المحور الأول استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مكافحة الإرهاب، أما المحور الثاني فكان عن التداعيات الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان في الخليج العربي، في حين تناول المحور الثالث: تأثرت الحرب على الإرهاب على الاقتصاد العادلي، أما المحور الرابع والاخير فتطرق للسياسة الأمريكية تجاه تنظيم داعش متناولا أيضا مبدأ اوباما، وخلصت الدراسة لمجموعة من النتائج كان أهمها، هو أن الرئيس أوباما دخل الحرب في العراق للقضاء على داعش في ظل تحالف دولي ضم عدد كبَير من الدول العربية وغيرها، وأكدت الدراسة أيضا على أن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت أحداث 11 من سبتمبر والحرب ضد الإرهاب لتحقيق هدف مزدوج وهو السيطرة على أفغانستان وبسط سيطرتها على منطقة أسيا الوسطي من ناحية، وأنهاء وجود النظام العراقي المعادي من ناحية أخرى، كذلك من أهم ما توصلت إليه الدراسة هو أن نجاح ثورات الربيع العربي في إسقاط الأنظمة السلطوية التي كانت موالية ومطيعة لسياسات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الاخيرة متخبطة سياسياً وعاجزة عن فهم ما يدور في المنطقة, فلا تقارير استخباراتها باتت دقيقة, ولا مصادرها موثوقة, ولا مستشاريهم يعون جيدا حقيقة ما يجري على أرض الواقع.