Abstract:
الملخص
من كمال العمل الأدبي وتمامه أن يكون بين لفظه ومعناه تناسبا وتلاؤما. وهذا ما يعمل الأديب على تحقيقه بأدواته وأساليبه، إذ أن للأديب لغةً خاصة يراعي فيها الألفاظ التي تحرك المشاعر وتشحذ الأفكار، ليست مما يستخدمه العامة بل هي ألفاظ عميقة، سامية وإبداعية تدعو للتأمل ، فإن كانت غير ذلك فهي إذا ليست لغة شعرية ولا أدبية.
تضرب قضية اللفظ والمعنى بجذورها في أعماق تاريخ النقد العربي وتمتد إلى عصر أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، حيث فسّروا مقولاته فتعددت الأفهام بين الصواب والخطأ. وبالرغم من أنها قضية شغلت الأدب قديماً وحديثاً، إلا أن النقاد لم يولوها سوى اهتماما جزئيا في البدايات حُصر في مقولة الجاحظ "المعاني مطروحة في الطريق"، ثم لما تطورت الدراسات تغيرت الأحكام واختلفت عما سبقها .
ومن تتبع هذه القضية وجد أن بعض النقاد فهم أن الجاحظ يفصل بين اللفظ والمعنى، وآخرون فهموا المسألة كما أرادها الجاحظ أي أنه لا فصل بين اللفظ والمعنى ولا قيمة للألفاظ بلا معان، وقسم ثالث درس القضية وفق النظريات الألسنية الحديثة وعالجها معالجة شاملة من خلال كتب الجاحظ.