Abstract:
يحظى التخطيط العمراني باهتمامٍ كبيرٍ على جميع الأصعدة ابتداءً من الباحثين وانتهاءً بالمؤسسات والوزارات داخل الدول، وهذا الاهتمام تمثلَ في الحرص الشديد على تحديد المعايير الفنية والثقافية والبيئية المراعاة عند التفكير في بناء المدن وتطويرها؛ ولذلك حرصت الدول على تحديد المعايير والاشتراطات الواجب التقيد بها عند إقامة المدن الجديدة أو تطوير المدن القائمة، وتأتي المعايير البيئية في مقدمة اهتمامات الجهات القائمة على التخطيط خاصة وأن المدن الحديثة تعاني من مشاكل بيئية متفاقمة ومعقدة، خاصة إذا لم تراعَ فيها الاشتراطات التي تضمن السلامة البيئية والأداء البيئي المستدام لاستعمالات الأراضي بها، وفي المناطق شبه الصحراوية حيث الهشاشة البيئية التي تدعو إلى الحرص الشديد في تخطيط المدن وتطويرها تأتي المعايير البيئية في مقدمة المعايير الواجب التقيّد بها، خاصة فيما يتعلق بتخطيط الأحياء السكنية والمناطق المفتوحة التي تتخللها وتحيط بها والتي تتصل بحياة السكان مباشرة، وتؤثر بشكل كبير على حياتهم وسلامتهم، فالحي السكني في هذه المناطق من ليبيا طالته العشوائية في التصميم والتخطيط لعقود كثيرة، ممَّا استوجب التركيز على ضبط اتجاهات النمو السكني وفق معايير واشتراطات محددة تضمن السلامة البيئية داخل هذه الأحياء.